برمج عقلك اللاواعي

برمج عقلك اللاواعي 1*
هل طلبت المصعد يوما ثم جاء شخص اخر وضغطه ايضا ثم وقف بجانبك ( على الرغم من ان الزر مضاء ،والا فلم انت واقف هنا) ؟
كم مرة انسيت اسم شخص او اي شئ ثم تذكرته فجاة؟
هل سرحت بخيالك وانت تقود السيارة ، ورغم ذلك وجدت انك تقود السيارة باحتراف ؟

يقول العالم النفسي جورج ميلر من جامعة هارفارد في دراسة اجراها عا 1956 ان عقل الانسان الواعي قادر على استيعاب ( 7±2) من المعلومات في لحظة ما . اما عقله اللاواعي ( الباطن ) فهو قادر على استيعاب ما يزيد ملى 2 بليون معلومة في الثانية الواحدة !
وهنا يكمن اعجاز العقل البشري ، فانت اثناء قراءتك لهذا المقال فان عقلك الواعي يتابع كلماته بينما عقلك اللاواعي ( القوة الجبارة ) يلتقط الكثير من المعلومات التي ربما لا تدركها ( كشدة الاضاءة من حولك ، كذبابة مرت بجوارك ، كمقال اخر في الطرف المقابل من المجلة او الصحيفة ، كشخص مر بجوارك لم تنتبه اليه ، الخ ).

وفي الواقع فان العقل اللاواعي يحتوي على جميع ذكرياتك وخبراتك وبرامجك منذ ان كنت جنينا في رحم امك ، اي ان له قدرة استيعاب غير محدودة على الاطلاق .
واذا كان العقل الواعي يتعلق بالمنطق ، فيدرك السبب والنتيجة ، ويتلقى المعلومة عن طريق الحواس ، ويقابلها بما هو مخزون فيه من معلومات سابقة ، فيحلل ويركب و يستنتج و يستقرئ . فان العقل اللاواعي بخلاف ذلك.
فهو يتعلق بالذات، اي العالم الداخلي للانسان ،فهو لا يفهم المنطق ولا يميز بين الخطا و الصواب.
و من هنا كان انطلاق برمجة ذواتنا. فنحن ،شئنا ام ابينا، قد برمجنا منذ صغرنا بالكثير من الافكار و المبادئ ( الصحيحة و الخاطئة )، وهذه البرمجة قد بدات بالوالدين و مرت بالمدرسة و الاصحاب و العمل و غيرها.
فاذا كنت قد نشات عصبيا بطبيعة تربيتك،فهل بالامكان تغيير ذلك؟
و اذا كان شيء ممكنا لشخص ما ،فهل من الممكن لاي شخص ان يتعلم كيف يقوم بالشيء ذاته؟
و اذا كنت قد برمجت على طريقة معينة في الحياة،فهل من الممكن ان ابرمج نفسي على طريقة اخرى؟ وكيف ذلك؟
و ما هي القواعد و الاسس التي بالامكان الاستناد اليها في اية عملية برمجة (او حتى تغيير برمجة) العقل اللاواعي؟
كل هذه الاسئلة و غيرها ستكون موضع حديث هذه السلسلة المتعلقة بالاساليب و التقنيات التي يتوجب علينا اتباعها لبرمجة عقولنا على اشياء نرغب بها ، و في المقابل برمجتها بعيدا عن اشياء نود التخلص منها.